الحجامة علم زائف : ظهر استخدام الحجامة حديثا بقوة , وانتشر استخدامها بين الرياضيين فى المسابقات العالمية , البعض أصبح يستخدمها لعلاج ألم أسفل الظهر المزمن و الحاد و علاج الإنزلاق الغضروفي , فهل الحجامة كوسيلة طبية تعتبر علاج فعال حقا ؟
سوف نتحدث في هذا المقال عن استخدام الحجامة كوسيلة علاجية طبية من وجهة نظر العلم بعيدا عن الرأي الدينى و المعتقدات فى الحجامة , هل أثبت العلم أن الحجامة وسيلة فعالة فى علاج ألم أسفل الظهر ؟
الحجامة (cupping therapy): هى نوع من الطب التقليدي الصيني يستخدم كؤوس من الزجاج أو البلاستيك على نقاط معينة (غالبا ما تكون نقاط إبر صينية ) يتم فيها شفط الجلد ثم تشريط الجلد لإخراج الدم فى الكؤوس الموضوعة على هذه النقاط . ويب طب
تستخدم الحجامة كطب بديل منذ القدم و لها أثر فى التاريخ الديني الإسلامي مما يجعل البعض يربطها بالمعتقدات الدينية الإسلامية رغم أنها من الطب الصيني .
قد يستخدم التسخين مع الحجامة لجعلها تثبت بقوة فوق الجلد و ذلك عن طريق شفط الهواء .و قد تطورت الحجامة و أصبح لها جهاز شفط مخصص و أدوات مخصصة للإستخدام لمرة واحدة لمنع انتقال العدوى .
و تنقسم الحجامة إلى نوعين :
حجامة جافة :
يتم فيها عملية الشفط فقط ثم تحريك الكأس كنوع من المساج و يتم بمساعدة زيت للمساج , أو شفط مع عدم التحريك للتنبية هذه النقاط .
حجامة رطبة :
يتم عن طريق الشفط ثم عمل تشريط لإخراج الدم فى الكؤوس المخصصة .
الحجامة علم زائف لعلاج ألم أسفل الظهر
العلم الزائف : هو الممارسات التى يتم الإدعاء أنها حقيقية و علمية دون أن تخضع للمنهجية العلمية , حيث يتسم العلم الزائف بالتناقض و المبالغة وعدم قابليتها للدحض . ويكبيديا
و من صفات العلم الزائف عدم تقبله لأراء الخبراء , و غياب الممارسة المنهجية فى تطوير و دعم نظرياته المزعومة , و التمسك بهذه النظريات رغم ثبات عدم صحتها بالدليل العلمى .ويكبيديا
الحجامة لعلاج ألم أسفل الظهر: قد أقيمت العديد من الأبحاث حول الحجامة , لكن لم يثبت تأثيرها الإيجابي بشكل قاطع فى علاج الأمراض المختلفة , أغلب الأبحاث كانت منحازة للطب الصيني و قد أقيمت من قبل صينين أو ممارسين للطب الصينى .
تفتقر الحجامة كوسيلة علاجية لوجود نظرية عمل مثبتة علميا فأغلب النظريات حولها هل أراء لم تثبت صحتها بشكل قاطع .
الحجامة طبيا
يصيب ألم أسفل الظهر 80 % من الناس خلال حياتهم أغلب هذه النسبة تشفى تلقائيا دون الحاجة لعلاج , و لكن المشكلة هو أن نسبة كبيرة يعود لها الألم مرة أخرى , و هذا يقودنا لسؤال مهم ما معنى علاج ألم أسفل الظهر .
علاج ألم أسفل الظهر : هو العلاج الذي يقلل من أعراض ألم أسفل الظهر من ألم , نقص فى مدى الحركة , تقلص العضلات و أعراض تأثر العصب المصاحبة وكذلك يقلل من فرصة عودتها للمريض مرة أخرى .
فألم أسفل الظهر يحتاج لبرنامج طويل المدي من العلاج يؤثر بشكل إيجابي على الأنسجة الداخلية من غضروف و أربطة وعضلات وليس تقليل الألم فقط .
الحجامة قد تقلل من ألم أسفل الظهر بشكل مؤقت و قصير و لكنه يعتبر علاج قصير المدي يشبه في تأثيره الكيروبراكتيك و الاستيوباثي .
الحجامة لعلاج عرق النسا “sciatica”
تستخدم الحجامة فى نقاط على الظهر و على مسار الألم في الساق من الخلف, الحجامة لعلاج عرق النسا المصاحب لآلام أسفل الظهر من أقدم العلاجات المعروفة .
عرق النسا (sciatica ): هو الألم أو التنميل أو الإحساس بالحرق الذى يصيب العصب الوركى و هو العصب الأطول فى جسم الإنسان و غالبا ما يصاحب ألم أسفل الظهر و قد أطلق عليه العرب “النسا” لأنه ينسى الإنسان كل شيء سواه . ويب طب
فى دراسة موسعة شملت فحص 611 دراسة لمعرفة أثر الحجامة على ألم أسفل الظهر و الحجامة لعلاج عرق النسا وجدت الدراسة :
1- أغلب الدراسات المقامة حول الحجامة ضعيفة أو منحازة و لا يمكن الإعتماد عليها لإستخلاص نتائج
2- لا يوجد بروتوكولات موحدة لاستخدام الحجامة و إنما أغلب الطرق هي أراء شخصية .
3- قد يكون للحجامة أثر إيجابي فى تقليل الألم المصاحب لآلام أسفل الظهر .
بعض الخبراء يرى أن الألم قد يقل مع استخدام الحجامة هو نقص الألم بسبب الملامسة أو الشفط و التشريط الموجود بالحجامة وهذا يشبه المساج اليدوي أو أى وسيلة علاجية أخرى يكون فيها ملامسة قوية ينتج عن ذلك نقص مؤقت للألم .
و هذه الدراسة أيضا وجدت نقص على مقياس الألم مع استخدام الحجامة على ألم أسفل الظهر .
الحجامة تشبه بعض الوسائل العلاجية المنتشرة مثل الشريط الرياضى اللاصق (الكينزوتاب) و الكايروبراكتيك هو وسائل منتشرة و لكن لا يوجد أثبات علمي لصحة استخدامها .
الحجامة فى الرياضة
انتشرت علامات الحجامة بين الرياضيين فى المسابقات الطبية و خاصة الأولمبية مما أثار عند البعض الخوف من إتباع العامة لهذه الممارسات مما يدعو لاستخدام العلم الزائف كبديل للطب الصحيح .
فى الحقيقة , الحجامة لهذا أثر نفسي هائل فى تحسين حالة الجسم خاصة بين من يعتقدون بإيجابية هذه الممارسات .
يسمى هذا التأثر بالإيحاء( placebo Effect) و هو شىء إيجابي بين الرياضيين خاصة أن المسابقات قد يتوقف الفوز فيها على خطوات بسيطة أو ضربات حظ .
لهذا يميل الرياضيين لإستخدام أى شىء جديد أو قديم و تجربة أى شي يجعلهم يشعرون بأنهم أفضل .
الأثار الجانبية للحجامة
لا تخلو الحجامة من بعض المخاطر المحتملة وبعض الأثار السلبية و لكنها تظل أثار قليلة المخاطرة و التأثير و منها :
- الحروق عند استخدام النار لأحداث الشفط السلبي داخل الكوؤس .
- الشعور بالتعب والإرهاق .
- الصداع .
- الشد العضلي و تقلص العضلات .
- الدوخة .
- حدوث عدوي جلدية و حك و ندب على الجلد .
الحالات الممنوع فيها عمل الحجامة
بسبب نقص و ضعف الأبحاث العلمية حول الحجامة لا يمكننها على وجه التحديد معرفة الحالات التي لا يمكن فيها عمل الحجامة و لكن بشكل عام يجب على الأمهات الحوامل عدم الخضوع للحجامة و كذلك هذه الحالات :
- حالات النزيف و الهيموفيليا .
- حالات تجلط الدم مثل وجود جلطة عميقة فى الأوردة أو وجود تاريخ مع الجلطات .
- الحالات الجلدية مثل الصدفية و الإكذيما .
- حالات التنشجات .
حتى الأن غير معروف علميا الطريقة التي قد تكون بها الحجامة تساعد الناس , قد تكون الحجامة تؤثر بشكل وهمى على الناس و لكنه أحيانا يكون فعال خاصة مع الناس الذين يعطون الحجامة قداسة دينية أو يؤمنون بها كعلاج فعال .
اذا خضعت للعلاج بالحجامة ووجدت أثار حروق أو نزيف بسبب الحجامة أو تلوث فى الجروح و حدث خروج مادة صفراء أو أحمرار شديد او سخونة فى مكان الجرح فعليك التواصل مع الطبيب مباشرة .
فى عيادة د عمرو جمال لا تستخدم الحجامة كوسيلة علاجية , الحجامة لعلاج آلام أسفل الظهر ,كما توجد وسائل علاجية أخرى أكثر أمانا و فعالية لعلاج ألم أسفل الظهر ,فلا يوجد سبب منطقى من استخدامها .